القنوت في صلاة الوتر
295 القنوت في صلاة الوتر 5 8 1441 30 3 2020
الفصل الثالث: صلاة الوتر
تعريف الوتر.
الحكم التكليفي لصلاة الوتر.
وقت صلاة الوتر.
عدد ركعات صلاة الوتر.
صفة صلاة الوتر: من حيث الفصل والوصل. ومن حيث الجهر والإسرار. ومن حيث ما يقرأ في صلاة الوتر.
رابعاً: القنوت في الصلاة: وهو منحصر في ثلاثة مواطن: صلاة الصبح، وصلاة الوتر، وفي النوازل.
ب - القنوت في صلاة الوتر:
للفقهاء في حكم القنوت في صلاة الوتر أربعة أقوال:
(الأول) لأبي حنيفة: وهو أن القنوت واجب في الوتر قبل الركوع في جميع (العام) السَّنَة، وقال الصاحبان أبو يوسف ومحمد: هو سُنَّة في كل (العام) السنة قبل الركوع.
فعند الحنفية إذا فرغ مصلي الوتر من القراءة في الركعة الثالثة كبَّر وهو قائم؛ رافعاً يديه، ثم يقرأ دعاء القنوت، ثم يركع([1])، واستدلوا على ذلك بما روي أنه صلى الله عليه وسلم قَنَتَ فِي آخِرِ الْوِتْرِ قَبْل الرُّكُوعِ([2]).
وإذا نسي القنوت حتى ركع، ثم تذكر بعدما رفع رأسه من الركوع، لا يعود، ويسقط عنه دعاء القنوت، ويسجد للسهو، وعن أبي يوسف: أنه يعود إلى القنوت([3]).
(والثاني) للمالكية في المشهور: أنه لا يشرع دعاء القنوت في صلاة الوتر من (العام) السَّنَة كلها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه لا يقنت في صلاةٍ بحال، ومشهور مذهب مالك كراهة دعاء القنوت في صلاة الوتر، وفي رواية عن مالك أنه يقنت في الوتر في النصف الأخير من رمضان([4]).
(والثالث) للشافعية في الأصح: وهو أنه يستحب القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان بخاصة، فإن أوتر بركعة قنت فيها، وإن أوتر بأكثر قنت في الأخيرة([5])، وفي وجه للشافعية: أنه يقنت في جميع رمضان، وحكى الروياني وجها أنه يجوز القنوت في جميع السَّنَة (العام) بلا كراهة، ولا يسجد للسهو لتركه في غير النصف الأخير من رمضان([6]).
أما محل القنوت في صلاة الوتر، فهو بعد رفع الرأس من الركوع في الصحيح المشهور([7])، أما لفظ دعاء القنوت في صلاة الوتر فكالصبح([8]).
(والرابع) للحنابلة: وهو أنه يسن القنوت جميع (العام) السَّنَة في الركعة الواحدة الأخيرة من الوتر بعد الركوع([9])؛ لما روى أبو هريرة وأنس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ([10]).
ولو كبَّر ورفع يديه بعد القراءة، ثم قنت قبل الركوع جاز([11])، لما روى أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْل الرُّكُوعِ([12]).
([1]) البحر الرائق شرح كنز الدقائق 2/43 - 45، وبدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني 1/273، ومجمع الأنهر 1/128.
([2]) أخرجه الدارقطني في السنن (2/32)، وذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني، في الدراية في تخريج أحاديث الهداية، المحقق:السيد عبدالله هاشم اليماني المدني، دار المعرفة بيروت، (243) أن في إسناده عمرو بن شمر، وهو واه.
([3]) البحر الرائق شرح كنز الدقائق 2/45، وبدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني 1/274، والدر المنتقي شرح الملتقى 1/128، ورَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/450.
([4]) الكافي، ابن عبد البر (ط. دار الكتب العلمية في بيروت) ص74، والقوانين الفقهية ص66، ومنح الجليل 1/157، وشرح الزرقاني على مختصر خليل 1/212، والمغني، ابن قدامة 2/580، والمجموع، النووي 4/24.
([5]) الأذكار،النووي ص86، والفتوحات الربانية، ابن علان 2/291، وروضة الطالبين، النووي 1/253، 330، والمجموع 4/15.
([6]) المجموع 4/15، روضة الطالبين، النووي 1/330.
([7]) روضة الطالبين، النووي 1/330، والمجموع 4/15.
([8]) روضة الطالبين، النووي 1/253.
([9]) شرح منتهى الإرادات، البهوتي 1/226، وكشاف القناع عن متن الإقناع، البهوتي 1/489، والمغني، ابن قدامة 2/580، وما بعدها (ط. هجر) والمبدع شرح المثنع، ابن مفلح 2/7.
([10]) أخرجه البخاري (فتح الباري 2/284)، ومسلم (1/468).
([11]) شرح منتهى الإرادات، البهوتي 1/226.
([12]) أورده أبو داود (2/135) معلقاً، ثم ضعفه.
عدد القراء : 593