#كورونا (بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ)
#كورونا (بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ)
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174].
البرهان الذي جاء من عند الله دليل قاطع لا يحتمل النقض.
عنى بالبرهان الآيات القاهرة.
أي حجج قاطعة على الحق تبينه وتوضحه وتبين ضده، وهذا يشمل الأدلة العقلية والنقلية والآيات الأفقية والنفسية، لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وَفِيَ أَنفُسِهِمْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ).
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ قِبَلِ رَبِّكُمْ، بِفَضْلِهِ وَعِنَايَتِهِ بِتَرْبِيَتِكُمْ وَتَزْكِيَةِ نُفُوسِكُمْ، بُرْهَانٌ عَظِيمٌ أَوْ جَلِيٌّ يُبَيِّنُ لَكُمْ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ الصَّحِيحِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجَمِيعَ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ، مُؤَيِّدًا لَكُمْ ذَلِكَ بِالدَّلَائِلِ وَالْبَيِّنَاتِ وَالْحِكَمِ.
عن قتادة: قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ} ، أي: بينة من ربكم.
قَالَ مُجَاهِدٌ: الْبُرْهَانُ هنا الحجة.
هذا خطاب من الله لجميع الناس وإخبار بأنهم قد جاءهم برهان، وهو الدليل القاطع للعذر والحجة المزيلة للشبهة.
أي جاءكم دلائل العقل، وشواهد النقل، فلم يبق عذر ولا حجة لأحد، ممن كفر وجحد.
قد جاءكم برهان من ربكم فأدوا للناس حقوقهم بإيفاء الكيل، الميزان، ولا تنقصوهم حقوقهم فتظلموهم، ولا تفسدوا في الأرض -بالكفر والظلم- بعد إصلاحها بشرائع الأنبياء السابقين عليهم السلام. ذلك الذي دعوتكم إليه خير لكم في دنياكم وأخراكم.
يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ أي بياناً من ربكم وحجة من ربكم.
البرهان هو الحجة البينة الواضحة التي تعطي اليقين التام.
أي: حجة نيرة واضحة مفيدة لليقين التام.
{وَأَنزلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} وهو هذا القرآن العظيم، الذي قد اشتمل على علوم الأولين والآخرين والأخبار الصادقة النافعة، والأمر بكل عدل وإحسان وخير، والنهي عن كل ظلم وشر، فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره، وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره.
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا). أنزلنا إليكم مواعظ هي كالنور في هدايته وإرشاده وبيانه للأشياء فهي مبينة للطريق المستقيم، والنهج القويم، والحق الذي لَا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.
نورا مبينا هو القرآن الكريم، ظهر في الوجود، بعد ما عميت القلوب، وغشيت الأبصار، ظهر في الكون فأنار الوجود، وأضاء القلوب، وأحيا النفوس.
جعل الله تعالى القرآن الكريم روحاً، تحيى به النفوس والقلوب، وتبصر به العيونُ الحقائقَ، وجعله نوراً مبيناً يهتدي به من اتبع تعاليمه وأحكامه.
والقرآن شفاء لكل أمراض الشبهات والشهوات، بما فيه من الحق الصريح، والقصص والعِبَر، والشرائع والشعائر.
وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا"، يعني: يبين لكم المحجَّة الواضحة، والسبل الهادية إلى ما فيه لكم النجاة.
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ووحيًا مستبينًا، أنقذ به من الضلالة، وهدى به من حيرة الجهالة.
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً يعني القرآن وإنما سماه نورا لأنه سبب لوقوع نور الإيمان في القلب.
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً أي بياناً من العمى وبيان الحلال من الحرام، وهو القرآن.
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً. الذي فى تأملهم معانيه حصول استبصارهم.
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً} قرآناً يستضاء به في ظلمات الحيرة.
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً أَيْ ضِيَاءً وَاضِحًا عَلَى الْحَقِّ.
{وَأَنْزَلْنَا إِليْكُمْ نُوراً مُبينا} ضياء واضحا
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} فمتى دخل هذا النور في قلب فهو منور.
القرآن هو القاعدة الروحية التي تنطلق منها الإمدادات الإلهية والومضات السماوية.. ولهذا صار قوة فاعلة ومؤثرة، بل إن فاعليته شملت حياة الأفراد والجماعات من جميع الجوانب.
وفي الأخبار ان الله تعالى أوحى إلى داود: اعرف نفسك واعرفني- فقال يا رب كيف اعرف نفسى وكيف أعرفك- فأوحى الله تعالى إليه: اعرف نفسك بالضعف والعجز والفناء، واعرفني بالقوة والقدرة والبقاء.
عدد القراء : 594