#كورونا، عبرة وتذكرةٌ وتبصرة.
#كورونا، عبرة وتذكرةٌ وتبصرة.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 43].
{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية 20].
ليتبصروا وليتذكروا، وليعتبروا
بَصائِرَ لِلنَّاسِ أي جعلناها عبرة.
قال تعالى: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ.
وقال تعالى عن قوم عاد وثمود: وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ أي طالبين للبصيرة.
في هذا درس كبير للمسلم ألّا يرى شيئا في هذا الوجود إلا بعين القرآن، وإن الذي لا يرى الناس والأشياء والأمور وكل شئ بهذه العين أعمى. إن كثيرين من الناس لا يرون الأمور السياسية بهذه العين، وإن كثيرين لا يرون الأمور الاقتصادية بهذه العين، وإن كثيرين لا يرون الأمور الاجتماعية بهذه العين، هؤلاء كلهم عميان على الحقيقة، إن المسلم الحق هو الذي يرى الأشياء كلها بنور القرآن.
عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {بصائر للنَّاس} قَالَ: بَيِّنَةٌ
{بَصَائِرَ لِلنَّاسِ} أي: أنوارا لقلوبهم، تبصر بها الحقائق، وتميز بين الحق والباطل، حيث كانت من طول ما تغشَّاها من الجهل عمياء عن الفهم والإدراك؛ فإن البصيرة نور القلب، كما أن البصر نور العين.
بَصائِرَ لِلنَّاسِ أنواراً لقلوبهم، يتبصرون الحقائق، ويُميزون بين الحق والباطل. فالبصيرة: عين القلب، الذي يبصر بها الحق، ويهتدى بها إلى الرشد والسعادة.
بصائر للناس، أي: أمور يبصرون بها ما ينفعهم، وما يضرهم، فتقوم الحجة على العاصي، وينتفع بها المؤمن، فتكون رحمة في حقه، وهداية له إلى الصراط المستقيم، ولهذا قال: {وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} .
بَصائِرَ لِلنَّاسِ أنواراً لقلوبهم تتبصر بها الحقائق وتميز بين الحق والباطل. وَهُدىً إلى الشرائع التي هي سبل الله تعالى.
{بصائر للنَّاس} أَي: دلالات للآخرين. {وَهدى وَرَحْمَة لَعَلَّهُم يتذكرون} أَي: يتعظون بالدلالات.
{بَصَائِرَ لِلنَّاسِ} أي أنواراً لقلوبِهم تبصر بها الحقائقَ وتميزُ بين الحقِّ والباطلِ
(بَصَائِرَ لِلنَّاسِ) يُبْصِرُون به الحقّ من الباطل، ويعرفون به سبيل الرشاد.
يعني: هلاكهم بصيرة للناس وعبرة.
أَي: هذا القرآن الَّذى أُنزل عليك معالم للنَّاس ودلائل تبصِّرهم بالدِّين الحقّ، وهو هُدى يعصمهم من الضَّلالة ويُرْشدهم إلى طريق الخير ومسالك البرّ، ورحمة من العذاب لقوم يطلبون اليقين، فإذا عرفوا دليل الحق آمنوا به ولم يجادلوا فيه.
القرآن الكريم إنه عيون القلوب بها تبصر النافع من الضار والحق من الباطل فمن آمن به وعمل بما فيه اهتدى إلى سعادته وكماله ومن لم يؤمن به ولم يعمل بما فيه ضل وشقي.
هذا القرآن بَصائِرُ لِلنَّاسِ معالم للدين يتبصرون بها وجه الفلاح في الأحكام والحدود وَهُدىً من الضلال وَرَحْمَةٌ ونعمة من اللَّه لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ يطلبون اليقين.
يعنى ينور بأحكامه وأوامره عيون بصائرهم ويستيقظون به عن منام الجهل والغفلة ويشتغلون بسببه لطلب الحق.
القرآن بَصائِرُ لِلنَّاسِ أي: عيونا لقلوبهم ترى فيها الأشياء على حقيقتها.
أي: ليتصبروا بذلك الكتاب، وليهتدوا به.
عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِهِ: {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ} [القصص: 43] قَالَ " الْبَصَائِرُ: الْهُدَى مَا فِي قُلُوبِهِمْ لِدِينِهِمْ وَلَيْسَتْ بِبِصَائِرِ الرُّءُوسِ " وَقَرَأَ: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] وَقَالَ: «هَذَا الدِّينُ بَصَرُهُ وَسَمْعُهُ فِي هَذَا الْقَلْبِ».
عدد القراء : 634