#كورونا إن الإنسان خلق هلوعا
#كورونا إن الإنسان خلق هلوعا
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ} [المعارج 19 - 22].
إن الإنسان جبل على الضجر أو الهلع: وهو شدة الحرص، وقلة الصبر، فلا يصبر على بلاء، ولا يشكر على نعماء.
إن الإنسان جبل على الهلع، فهو قليل الصبر، شديد الحرص، فإذا افتقر أو مرض أخذ فى الشكاة والجزع، وإذا صار غنيّا أو سليما معافى منع معروفه وشح بماله، وما ذاك إلا لاشتغاله بأحواله الجسمانية العاجلة، وقد كان من الواجب عليه أن يكون مشغولا بأحوال الآخرة، فإذا مرض أو افتقر رضى بما قسم له، وأيقن بأن الله يفعل ما يشاء، ويحكم بما يريد، وإذا وجد المال والصحة صرفهما فى طلب السعادة الأخروية.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْهَلُوعُ الْحَرِيصُ عَلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: شَحِيحًا.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: ضَجُورًا.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَالْحَسَنُ: بَخِيلًا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: جَزُوعًا.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: ضَيِّقَ الْقَلْبِ.
وَالْهَلَعُ: شِدَّةُ الْحِرْصِ، وَقِلَّةُ الصَّبْرِ.
وَقَالَ عَطِيَّةُ عَنِ ابن عباس: تفسيره ما بعد.
ضجور بَخِيلًا حَرِيصًا ممسكاً
الهَلُوع هُوَ مَنْ يَجْزَعُ ويَفْزَعُ منَ الشَّرِّ.
الهلع سرعة الجزع عند مس المكروه، وسرعة المنع عند مس الخير.
إذا ناله شر أظهر شدة الجزع وإذا ناله خير بخل به ومنعه الناس وهذا طبعه وهو مأمور بمخالفة طبعه وموافقة شرعه
قال صلى الله عليه وسلم: (شر ما أوتي العبد شُحٌّ هَالِعٌ» [أَيْ: جَازِعٌ يَحْمِلُ عَلَى الْحِرْصِ عَلَى تَحْصِيلِ الْمَالِ وَالْجَزَعِ عَلَى ذَهَابِهِ] أو جُبْنٌ خَالِعٌ» ) أَيْ: شَدِيدٌ كَأَنَّهُ يَخْلَعُ قَلْبَهُ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِه، يَمْنَعُهُ مِنَ الدُّخُولِ فِي عَمَلِ الْأَبْرَارِ) [رواه أبو داود في كتاب الجهاد باب 21. أحد في مسنده (3/ 302)].
هَذَا شَأْن الْإِنْسَان من حَيْثُ ذَاته وَنَفسه
هَذَا بِلَا خلاف صفة النَّفس.
اصل ذلك كله ان الإنسان استفاد وجوده من الله فهو مفطور على الاستفادة لاعلى إفادة
وَخُرُوجه عَن هَذِه الصِّفَات بِفضل ربه وتوفيقه لَهُ ومنته عَلَيْهِ لَا من ذَاته.
مِزَاجَ الْإِنْسَانِ مَجْبُولٌ عَلَى الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ.
لكن المؤمن يتكلف إخراج نفسه من ذلك الطبع الذي أنشئ عليه.
ولا يعصم الإنسان من الهلع إلا الإيمان بالقدر وأن ما وقع فقد جرت به المقادير وسبق به علم الله.
من صفات المؤمن الصادق أن يكون شكورا عند الرخاء صبورا عند الضراء.
وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» .
عدد القراء : 652