#كورونا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
#كورونا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ} [المعارج 19 - 22].
إن الإنسان جبل على الهلع، فهو قليل الصبر، شديد الحرص، فإذا افتقر أو مرض أخذ فى الشكاة والجزع، بماله، وما ذاك إلا لاشتغاله بأحواله الجسمانية العاجلة، وقد كان من الواجب عليه أن يكون مشغولا بأحوال الآخرة.
إن الإنسان جبل على الضجر أو الهلع: وهو شدة الحرص، وقلة الصبر، فلا يصبر على بلاء، ولا يشكر على نعماء، وفسّر ذلك بأنه إذا أصابه الفقر والحاجة أو المرض أو نحو ذلك من الضّر، فهو كثير الجزع أو الحزن والشكوى.
الجزع والفزع من الشر، وعدم الصبر على المصائب. والهالع: النعام السريع في مضيه لخفته وسرعة فزعه.
الهلع طبيعة غالبة فى الإنسان.. فإن من شأن هذه الطبيعة التي تملّكها الهلع، أنه إذا مس الإنسان شر لم يصبر عليه، واستبد به الجزع، واستولى عليه اليأس.. لأنه لا يستند إلى قوة القوىّ العزيز، ولا يستعين بعون الرّحمن الرّحيم.. إنه فى دائرة مغلقة عليه مع هذا البلاء الذي نزل به، لا يرى لهذا البلاء دافعا، ولا يتوقع من وراء هذا الضيق فرجا.. أما المؤمن بالله، فإنه إذا مسّه الشر، وأصابه الضر، نظر إلى وجه ربه الكريم، وبسط يد الرجاء إليه،
قال الراغب: الجزع أَبلغ من الحزن؛ فإِن الحزن عام، والجزع حزن يصرف الإِنسان عما هو بصدده، ويقطعه منه لقوة أَثره فيه حتى صرفه عمَّا عداه.
إِذا مسه الفقر أَو المرض ونحوهما كان مبالغا في الجزع مكثرا منه، لا صبر له على ما نزل به يتجرعه حزينًا كئيبًا تكاد تتقطع نفسه، وينخلع قلبه.
إِذا نزل به مكروه من فقر، أو مرضٍ، أو خوف، كان مبالغاً في الجزع مكثراً منه، واستولى عليه اليأس والقنوط.
إِذَا مسه الضُّرُّ فَزِعَ وَجَزِعَ وَانْخَلَعَ قَلْبُهُ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْبِ، وَأَيِسَ أَنْ يَحْصُلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ خَيْرٌ.
ليس فيه سماحة عند النعمة، ولا صبر عند المصيبة.
إذا قل ماله وناله الفقر والعدم فهو جزوع من ذلك لا صبر له عليه.
إذا مسه الشر جزوعاً لا صبر له في الصدمة الأولى على المصيبات.
إِذَا صَارَ فَقِيرًا أَوْ مَرِيضًا أَخَذَ فِي الْجَزَعِ وَالشِّكَايَةِ.
إذا ناله شر أظهر شدة الجزع.
يجزع من الشر ولا يستمسك.
إن مسه شر اشتد له قلقه.
إِذا مَسّه الشَّرّ لم يصبر.
هو الذي يكفر باليسير ولا يشكر الكثير.
إلا من حفظه الله وشرّفه بالإضافة إليه.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: "اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف عليَّ كل غائبة لي بخير".
وأخرج الترمذي والنسائي من حديث فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قد أفلح من هدي إلى الإِسلام وكان عيشه كفافًا وقنع به".
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: "قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه".
إن الإنسان إذا لم يهذبه دين الحق، ولا مجتمع فاضل يبدو فيه أمران:
حرص شديد ليحفظ لنفسه نفقة المستقبل.
وخوف الفقر، حتى تتحقق الحكمة: " الناس من خوف الفقر في فقر " فهم فقراء في ذات أنفسهم إذا خافوا الفقر.
إذا ضاقَتْ فلا تَجْزَعْ
إِلى الدَّيّانِ قُمْ و افْزَعْ
و لا تَأْبَهْ لِنازِلَة
هُوَ الضّارُّ و مَنْ يَنْفَعْ
يَقولُ اللهُ: في آيٍ
لَها أَرْواحُنا تَخشَعْ
أَلا ادْعوني أَلا ادْعوني
أَنا أُبْصِرْ أَنا أَسْمَعْ
أنا الغَفُارُ للعاصي
أَنا المُعْطي لِمَن أَدْقَعْ
أَنا الشّافي أَنا الكافي
شُروراً عَنْكُمُ أَدْفَعْ
فَقُمْ في اللَّيْلِ واسْأَلْني
أَيا عَبْدي إِلَيَّ اضْرَعْ
و سَلْني ما تَشا أَمْنَحْ
و إِنْ شِئْتُ أَنا أَمْنَعْ
عُبَيْدي لَيْسَ يَنْفَعُني
و لَيْسَ يَضُرُّ ما تَصْنَعْ
عُبَيْدي إِنَّما تُجزى
بهِ عَدْلاً و لا تُصْدَعْ
بِدُنْياكَا و في الأخْرى
فإِمّا الفَوْزَ أَوْ تَدْمَعْ
مُناجاتي أَيا عَبْدي
بِها عِزٌّ فَقُمْ و ارْفَعْ
أَكُفَّ السُّؤْلِ و اشْكُرْ لي
و لَنْ تَحْزَنْ و لَنْ تَجْزَعْ
أسامة عدنان القادري
الخميس 8 شعبان 1441 للهجرة
2 نيسان 2020 للميلاد
عدد القراء : 631