#فقه_الحياة #كورونا {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس 87].
#فقه_الحياة
#كورونا
{وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس 87].
الحمد لله تعالى والثناء عليه، والشهادة له بالتوحيد، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
فرضة ذهبية قد لا تكرر في حياتك، ولا في حياة أبناءك وأحفادك.
فاغتنمها خير اغتنام، ولا تفوتها عليك مهما كان الصعوبات والآلام.
يقول الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87]
«خَافُوا فَأُمِرُوا أَنْ يُصَلُّوا فِي بُيُوتِهِمْ».
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس: 87] قَالَ: أُمِرُوا أَنْ يَتَّخِذُوهَا مَسَاجِدَ.
قال إبراهيم النخْعِيُّ: كانوا خائفين، فأمرهم بالصَّلاة في بيوتهم.
{واجعلوا بيوتكم قبلة} أَيْ: صلُّوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف.
إن جعل البيوت مساجد وإقامة الصلاة مما ينبغي أن يفعله كل أحد.
في صحيح البخاري (1/94)، 432 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا». أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب صلاة النافلة في بيته رقم 777، (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم) صلوا فيها بعض صلواتكم وهي النوافل. (ولا تتخذوها قبورا) لا تجعلوها مهجورة من الصلاة كالقبور.
وفي صحيح مسلم (1/539)، 212 - (780) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ».
وفي سنن أبي داود، (1/342)، 455 - عن عائشة قالت: أَمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المَساجِدِ في الدُّورِ وأن تُنَظَّفَ وتُطَيبَ.
اجعلوها عامرة بذكر الله الغفار؛ لأن هذا الذي ينجيكم من كورونا والأخطار، واستعينوا على هذا البلاء بأن تكثروا الصلاة في البيوت.
أهمية جعل البيت مكان عبادة وذكر
اجعل البيت مكان عبادة.
نصيحة: لا بد أن يكون بيتك بيتاً يُذكر اللهُ فيه بأنواع الذكر، سواءً كان ذكر القلب أو ذكر اللسان أو الصلوات أو قراءة القرآن، أو قراءة كتب العلم، ومدارسة أنواع العلم، في صحيح مسلم (1/539)، 211 - (779) عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».
من كان يعبد المساجد وجدرانها فها هي في هذه الأيام مغلقة، وصلوات الجماعة والجمعة فيها عن المصلين معلقة، أما من كان يعبد الله فإن الله حي دائم، قيوم باق، موجود على الدوام، لا يغلق عليه، ولا يُعلَّق، ولا يغلق بابه أمام أحد.
{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].
في زمن (كورونا) أراد الله أن يجرد عباداتنا عن التمسك بالجدران، وإخلاص العبادة للرحيم الرحمن.
رغم أهمية المساجد، وتعلق القلوب بها، في صحيح البخاري (1/133)، 660 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ". وأخرجه مسلم في الزكاة باب فضل إخفاء الصدقة رقم 1031 (معلق في المساجد) أي شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها.
رغم أهمية المساجد، وفضيلة الصلوات فيها، في سنن ابن ماجه (1/453)، 1413 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً، وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِائَةِ صَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ». (يجمع) من التجميع أي يصلى فيه الجمعة.
رغم الأهمية والأفضيلة إلا أن رمضان في هذا العام له حلاوة إيمان خاصة.
فرصة لتكون بيوتنا قبلة؛ مساجد.
فرصة لنتكشف مواهب أبنائنا في جمال تلاوتهم لكتاب الله، وتدبر معانيه، وحسن العمل به.
فرصة لتداول الإمامة بين الآباء والأبناء؛ صغاراً وكباراً، كل فرد يصلي ركعتين، في تواد وتراحم، وتعلم وتحمل مسؤولية.
فرصة لسماع الدعاء من أفراد الأسرة جميعاً؛ ذكوراً وإناثاً؛ بالتناوب، لتحريك مشاعر الأسرة في ذكر ربهم، وحسن عبادته، وتمجيده وسؤاله.
يقول الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87].
عدد القراء : 741