صلاة الأوابين
329 صلاة الأوابين 11 9 1441 3 5 2020
الفصل السادس: سننٌ ونوافلُ خاصة
المبحث الثاني: صلاة الأوابين
تعريف الأوابين:
جمع أواب، وفي اللغة: آب إلى الله رجع عن ذنبه وتاب، والأوَّاب: الرجاع الذي يرجع إلى التوبة والطاعة([1]).
ولا يخرج استعمال الفقهاء للكلمة عن هذا المعنى([2]).
سميت بصلاة الأوابين لحديث زيد بن أرقم مرفوعاً: "صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَال"([3]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لست بتاركهن: أن لا أنام إلا على وتر، وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر([4]).
وقت صلاة الأوابين وحكمها:
قال جمهور الفقهاء([5]): هي صلاة الضحى، والأفضل فعلها بعد ربع النهار إذا اشتد الحر.
كما تطلق على التنفل بعد المغرب. فقالوا([6]): يستحب أداء ست ركعات بعد المغرب ليكتب من الأوابين، واستدلوا على أفضلية هذه الصلاة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيمَا بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ عَدَلْنَ لَهُ عِبَادَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً"([7]).
ويؤخذ مما جاء عن صلاة الضحى والصلاة بين المغرب والعشاء أن صلاة الأوابين تطلق على صلاة الضحى، والصلاة بين المغرب والعشاء. فهي مشتركة بينهما كما يقول الشافعية([8]).
وانفرد الشافعية بتسمية التطوع بين المغرب والعشاء بصلاة الأوابين، وقالوا: تسن صلاة الأوابين، وتسمى صلاة الغفلة، لغفلة الناس عنها، واشتغالهم بغيرها من عشاء، ونوم، وغيرهما، وهي عشرون ركعة بين المغرب والعشاء، وفي رواية أخرى أنها ست ركعات([9]).
([1]) لسان العرب، ابن منظور، والمعجم الوسيط، ورَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) (1/453).
([2]) المجموع شرح المهذب (4/36)، وشرح الآبي على مسلم (2/382).
([3]) أخرجه مسلم (1/516 ط. الحلبي).
([4]) أخرجه البخاري (الفتح 3/56)، ومسلم (1/499 ط. الحلبي) دون قوله: "صلاة الأوابين" وهي في صحيح ابن خزيمة (1221).
([5]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) (1/458 - 459)، والمواق بهامش الحطاب (2/67)، والمجموع شرح المهذب (4/36)، وأسنى المطالب في شرح روض الطالب، الشيخ زكريا الأنصاري (1/205)، وكشاف القناع عن متن الإقناع، البهوتي (1/442)، والمغني، ابن قدامة (2/131/132).
([6]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) (1/453)، وبدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني (1/285)، حاشية أبي السعود على شرح الكنز (1/253)، والحطاب (2/67)، وأسنى المطالب في شرح روض الطالب، الشيخ زكريا الأنصاري (1/206)، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، الشربيني الخطيب (1/225)، وكشاف القناع عن متن الإقناع، البهوتي (1/424).
([7]) أخرجه الترمذي (2/299 ط. الحلبي) وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن خثعم، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث، وضعفه جداً.
([8]) أسنى المطالب في شرح روض الطالب، الشيخ زكريا الأنصاري (1/206)، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، الشربيني الخطيب (1/225).
([9]) أسنى المطالب في شرح روض الطالب، الشيخ زكريا الأنصاري (1/206).
عدد القراء : 657