shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

التأمين تعاون

التأمين تعاون لا ترفضه الشريعة

في عصرنا تتوالى المستجدات والنوازل الجديدة في المعاملات وتستحدث عقود كثيرة لم تكن موجودة في العصور الماضية.

ومنها عقود التأمين التعاونية كالتأمين على البضائع والتأمين على الممتلكات والتأمين على الحياة أو التأمين على ركاب الطائرات أو الموظفين.

فهدف التأمين على البضائع ليس الوقاية من الأخطار ولا الضمان بحراسة هذه البضائع، وإنما إعطاء مبلغ من المال بقيمة هذه البضائع إن تعرضت لأخطار النقل أو الحريق أو الغرق أو السرقة نظير مبلغ معين يدفعه المؤمن للمؤمن لديه وهو شركة التأمين.

وهذا المبلغ المعين محدد على أقساط تقوم شركة التأمين باستثماره في وجوه تراها محققة للاستثمار وزيادة المال ونمائه حتى تستطيع إذا حدث لأحد المؤمنين تلف لبضاعته أو ممتلكاته أن تعطيه ما تعاقدت على دفعه له ليواجه الظروف التي تترتب على فقده بضاعته أو ممتلكاته.

وهذا يشبه اتفاق جماعة على جمع مال من كل منهم واستثماره، فإذا أصابت أحدهم مصيبة كان مشروطاً أنه سيعوض عن مصيبته بمال يأخذه من المال الكلي المستثمر الذي تستثمره جهة تنظم جمع المال واستثماره، وهي هنا شركة التأمين.

وفي التكافل يكون المبلغ الذي يدفعه كل واحد من المؤمّنين نظير منفعة الأمن والطمأنينة على بضائعه أو ممتلكاته، وأخذ مال يعوض به ما فقده نتيجة الحوادث.

فالمنفعة معلومة، والمال الذي يدفعه معلوم، والمال الذي يأخذه نتيجة تعرض بضاعته أو ممتلكاته للأذى معلوم.

فالمنفعة قابلة للتمليك المقبول في الإسلام.

والمال الذي هو التعويض مقبول أيضا.

والمال الذي يدفعه مقابل المنفعة والتعويض متفق عليه ومقبول.

فلا غرر ولا جهالة، والغرر والجهالة مما يفسران العقود، وإذا كانا قد انتفيا فقد انتفى إذن من عقود التأمين التعاونية ما يجعلها عقودا فاسدة في معيار الشريعة.

فالعقد يدور على نوع من التعاون، في تقديم مبلغ للمؤمن، وفي حال التأمين الشخصي، فحقيقة الأمر هو تأمين للورثة لا لحياة المورث بدلاً من أن يتكففوا الناس أو أن يتعرضوا للضياع والتشرد أو العوز والحاجة، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم “لأن تدع ورثتك أغنياء خير لهم من أن تدعهم عالة يتكففون الناس”.

والإسلام يبيح العقود على المنافع، وهي هنا منفعة متعددة الجوانب، منها:

الأمن والطمأنينة اللذان يحصل عليهما المؤمن وكفالة ورثته والاطمئنان على تأمين حاجته بعد تقاعده.

ومنفعة الشركة في استثماراتها وتشغيل عمالها وموظفيها.

والأمن نعمة من الله على عباده وهي منفعة لهم قال تعالى: “فَلْيَعْبُدُوا رَب هَذَا الْبَيْتِ الذِي أَطْعَمَهُم من جُوعٍ وَآمَنَهُم منْ خَوْفٍ” (قريش: 3  4) وقال سبحانه: “الذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مهْتَدُونَ” (الأنعام: 82).

عدد القراء : 669