"إن رحمة الله قريب من المحسنين"
"إن رحمة الله قريب من المحسنين"
أحسِن ...تُرحم .
{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].
هم المحسنون في عبادة الله، المحسنون إلى عباد الله. والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم.
اختص أهل الإحسان برحمة الله؛ لأنها إحسان من الله، والإحسان إنما يكون لأهل الإحسان من خلقه؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فكما أحسنوا بأعمالهم، أحسن الله إليهم برحمته كما قال سبحانه: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].
الإحسان هو المطلوب منكم، ومطلوبكم أنتم من الله هو رحمته، ورحمته قريب من المحسنين الذين فعلوا ما أُمروا به؛ فقّرَّب الله مطلوبكم منكم وهو الرحمة بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحسان، والإحسان في الحقيقة إحسان إلى أنفسكم فإن الله تعالى هو الغني الحميد، قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: 7].
رحمة الله هي عطفه، وإحسانه، ورزقه، وهي صفة تقتضي إيصال المنافع، والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها نفسه، وشقت عليها. ورحمة الله مرصدة لفئة من العباد، أخلصوا لله عبادتهم، وتابعوا رسول الله في جميع حركاتهم وسكناتهم، وأخذهم، وعطائهم، وفعلهم، وتركهم، وولائهم، وبرائهم، وكل ما يتقربون به إلى ربهم، وهؤلاء هم (المحسنون) فقط.
إذن رحمة الله أثر من آثار الإحسان، نسأل الله من فضله العظيم، ونسأله رحمته الواسعة.
والله تعالى يوجب على عباده العدل من الإحسان، ويندبهم إلى زيادة الفضل منه، وقال تعالى في المعاملة: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237] أي اجعلوا للفضل والإحسان موضعا من معاملاتكم. ولا تستقصوا في جميع الحقوق، بل يسروا ولا تعسروا، وتسامحوا في البيع والشراء، والقضاء والاقتضاء. ومن ألزم نفسه هذا المعروف، نال خيرا كثيرا، وإحسانا كبيرا.
اللهم إنا نسألك أن ترحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، وأن تدخلنا برحمتك يا أرحم الراحمين، أدخلنا في رحمتك إنك على كل شيء قدير، أدخلنا الجنة برحمتك وتجاوز عنا يا أكرم الأكرمين.
عدد القراء : 753