حق التقوى
حق التقوى
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون] [آل عمران: 102].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ أَنْ يطاع فلا يعصى
قال ابن مسعود في قوله تعالى: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قال: أنْ يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، وأن يُشكر فلا يُكفر. خرَّجه الحاكم.
أي حق تقواه وهو استفراغ الوسع في القيام بالمأمورات واجتناب المحارم.
ومعنى "ذكره فلا يُنْسى": ذكرُ العبدِ بقلبِهِ لأوامرِ اللَّهِ في حركاتِهِ وسكناتِهِ وكلماتِهِ فيمتثلها، ولنواهِيهِ في ذلكَ كلِّه فيجتنبهَا.
وشكرُه يدخلُ فيه جميعُ فعل الطاعات.
أي يجب عليكم تقواه حقا، بأن تقوموا بالواجبات، وتجتنبوا المنهيات.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَبِّ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَعْمَلَ بِهِ؟ قَالَ: تَذْكُرُنِي فَلَا تَنْسَانِي» .
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ «أَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ فَلَا يُعْصُوهُ وَيَذْكُرُوهُ فَلَا يَنْسَوْهُ وَأَنْ يَشْكُرُوهُ فَلَا يُكْفَرُوهُ وَأَنْ يُجَاهِدُوا فِيهِ حَقَّ جِهَادِهِ».
قَالَ قَتَادَة: نزلت هَذِه الْآيَة {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} فَثقلَتْ عَلَيْهِم، ثمَّ أنزل الله الْيُسْر وَالتَّخْفِيف، فَقَالَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم واسمعوا وَأَطيعُوا} [التغابن: 16] يقول: ما أطقتم. فلم يكلِّف العبادَ من طاعته وعبادته إلا ما استطاعوا.
عدد القراء : 658