shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

تعريف الاستسقاء وحكمه

355 تعريف الاستسقاء وحكمه 6 10 1441 29 5 2020

الفصل السادس: سننٌ ونوافلُ خاصة

المبحث السادس: صلاة الاستسقاء

تعريف الاستسقاء

لغة([1]): طلب السقيا، أي طلب إنزال الغيث على البلاد والعباد.

والاسم: السُّقيا بالضم، واستسقيتَ فلاناً: إذا طلبتَ منه أن يسقيك.

والمعنى الاصطلاحي للاستسقاء هو([2]): طلب إنزال المطر من الله بكيفية مخصوصة عند الحاجة إليه.

صفته (حكمه التكليفي):

قال الشافعية، والحنابلة، ومحمد بن الحسن من الحنفية: الاستسقاء سنة مؤكدة، سواء أكان بالدعاء والصلاة، أم بالدعاء فحسب، فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والمسلمون من بعدهم. وأما أبو حنيفة فقال بسنية الدعاء فحسب، وبجواز غيره([3]).

وعند المالكية تعتريه الأحكام الثلاثة التالية([4]):

الأول: سنة مؤكدة، إذا كان للمَحْلِ والجَدْب، أو للحاجة إلى الشرب لشفاههم، سواء أكانوا في حضر، أم سفر في صحراء، أو سفينة في بحر مالح.

الثاني: مندوب، وهو الاستسقاء ممن كان في خصب لمن كان في مَحْل وجدب؛ لأنه من التعاون على البر والتقوى. ولما جاء في الحديث: "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَل الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"([5]).

وفي الحديث الصحيح: "دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَال الْمَلَكُ الْمُوَكَّل بِهِ: آمِينَ، وَلَك بِمِثْلٍ"([6]).

الثالث: مباح، وهو استسقاء من لم يكونوا في محل، ولا حاجة إلى الشرب، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اقتصروا عليه لكان دون السعة، فلهم أن يسألوا الله من فضله.

 

([1]) لسان العرب، ابن منظور، مادة: (سقى).

([2]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/790، وفتح العزيز شرح الوجيز، بهامش المجموع 5/87، والشرح الصغير،الدردير1/537 ط المعارف.

([3]) نهاية المحتاج، الرملي 2/402، والمغني، ابن قدامة 2/283 ط رشيد رضا، ورَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/791.

([4]) شرح الخرشي على مختصر خليل 2/13.

([5]) أخرجه البخاري (فتح الباري 10/438).

([6]) أخرجه مسلم (4/2094 ط عيسى الحلبي).

عدد القراء : 431