التوابون أرق أفئدة
التوابون أرق أفئدة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اجلسوا إلى التوابين فأنهم أرقُ أفئدةً.
وفي رواية: جالسوا التوابين فإنهم أرقّ أفئدة.
أَيْ: أَرْحَمُ قُلُوبًا وَأَلْيَنُ صُدُورًا.
في صحيح البخاري، (5/ 173)، 4388 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالفَخْرُ وَالخُيَلاَءُ فِي أَصْحَابِ الإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالوَقَارُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ»، (أرق أفئدة) جمع فؤاد وهو القلب.
قلوبهم أكثر إشفاقا وتأثرا.
رقة الأفئدة تبدأ من المودة، فعش الأخوة بالبشاشة، والبسمة اللطيفة، وطلاقة الوجه، وانفراج الأسارير.
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان.
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر.
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل.
رقة القلب موهبة لا يمتلكها إلا القليل، ومحتاجة إلى عمل ودليل، ومن غيرها، فالمرء عليل.
عدد القراء : 1884