التقوى عند عمر بن عبد العزيز
التقوى عند عمر بن عبد العزيز
ورد أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَانَ يَقُولُ: «لَيْسَ تَقْوَى اللَّهِ بِصِيَامِ النِّهَارِ، وَلَا بِقَيَامِ اللَّيْلِ، وَالتَّخْلِيطِ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تَرْكُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَأَدَاءُ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ، فَمَنْ رُزِقَ بَعْدَ ذَلِكَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ إِلَى خَيْرٍ».
قال عمر بن عبد العزيز: معادن التقوى قلوب المؤمنين، وخير معادنها أتقاها لله عز وجل، وأتقاها لله أحسنها عقلاً.
عن هشام بْن حسان: لما جاء نعي عُمَر بْن عبد العزيز، قال الحسن: مات خير الناس.
ومن أجمل ما دونته سيرة عمر بن عبد العزيز تلك الوصية التي كتب بها إلى أحد رجال ذلك الزمان فقال:
أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها؛ فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين.
وصدق رحمه الله تعالى في كون الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل.
فإن هذا أوضح ما يكون في مثل هذا الزمان.
وإلا فهي أعظم عاصم عن الفتنة، وأقوى حجاباً عن المعصية، وهي ستار واق بين العبد وبين الرذائل من الأقوال والأفعال، وما سكنت قلباً إلا ازدادت طمأنينته، وعظم خوفه، وقرب من ربه، وراج ذكره بين الناس.
عدد القراء : 2417