الزواج: ﺳﻬﻠﻮا ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺻﻌبا
الزواج:
ﻓﻲ صدر الإسلام ﺳﻬﻠﻮا ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺻﻌبا..
وﻓﻲ ﺯﻣﻨﻨﺎ هذا ﺻﻌﺒﻮا ﺍﻟﺤﻼﻝ فأصبح ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ سهلا.
سنة الزواج وتيسير الأمور التسامح يتجلى بأبهى صوره
إنّ التسامح ضمن الحدود المعقولة يمثّل بحقٍّ ثقافة الدين الحنيف.
روي أنّ المأمون العباسي عندما أراد تزويج ابنته للإمام الجواد، رضخ لأمره سلام الله عليه رغم هيبة الملك والأجواء المحيطة به وما يخالجها من روح استعلائية، وذلك عندما عزم الإمام سلام الله عليه بألاّ يتجاوز مهر أمّ الفضل بنت المأمون مهر جدّته الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ليس لأنه لا يمتلك المال أو لأنّه عاجز عن امتلاكه بقدر ما أراد صلوات الله عليه أن يعيد إلى أذهان الأمّة الإسلامية أنّ الدين هو التسامح واليسر بين الناس.
أمّا الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه؛ فقد كانت داره متواضعة ومفروشة بأهاب كبش يلقيانه ـ هو والصدّيقة فاطمة الزهراء سلام الله عليهما ـ ويفرشانه.
وتزوج فيها بالصدّيقة الزهراء سلام الله عليها، وكانت نتيجة هذا الزواج المبارك ذريّة مباركة، أوّلها الإمامان الحسنان سيّدا شباب أهل الجنة والعقيلة زينب الكبرى وأمّ كلثوم صلوات الله وسلامه عليهم، ثمّ تتالت الذريّة الطاهرة، فكان الأئمّة سلام الله عليهم وأولادهم الأبرار الصالحون.
أمّا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله؛ فهو بدوره كانت الثروات الطائلة تدار بين يديه الكريمتين، إلا أنّه لم يكن يملك لنفسه من حطام الدنيا شيئاً، وربّما كان يبيت مع نسائه أيّاماً بلا طعام سوى الماء.
إنّ هذه السنّة النبوية تعدل جبالاً من ذهب، لأنّها كفيلة بأن تزيح الفساد عن وجه المجتمع كليّاً فيما لو طبّقت! ولكم أن تلاحظوا الأمراض النفسية التي تعصف بالمجتمعات البعيدة عن هذه القيم، ولو رجعتم إلى حقيقة الأسباب الكامنة وراءها، لوجدتم أنّ أكثرها يعود إلى عدم الالتزام بالسنّة النبوية الخاصّة بتيسير أمر الزواج المبنيّ أساساً على أصول إنسانية حقيقية.
ومنشأ عدم الالتزام بالسنّة يعود الى تذرّع كثير من الناس بوفرة المال وتغيّر الحال في الوقت الحاضر، الأمر الذي شجّع على مضاعفة المهور وزيادة تكاليف الزواج، علماً أنّ الثروة هي الثروة، ولكنّ التصرف الأمثل الذي أشاد به النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله قد تخلّف الناس عنه.
إذاً فالوسيلة التي تساعد المجتمع على تحقيق السعادة الأبدية من خلال الزواج تتمثل في إدراك الحكمة النبوية الداعية إلى فهم حقيقة الزواج والنظر إلى آفاقه النورانية التي من شأنها صياغة شخصية الإنسان والقضاء على الأسباب والعوامل التي تعمل على هدم ديانته جرّاء انجرافه وراء العوالق الذهنية الخاصّة.
وإدراك هذه الحكمة بحاجة إلى طلب المعونة من الله سبحانه وتعالى ليوفّق، لها ببركة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
عدد القراء : 1247