shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

الصلاة جالبة للرزق

الصلاة جالبة للرزق

الحمد لله الذي جعل الصلاة جالبة للرزق الحسن، وجعلها منهاة عن دنيا السوء والعفن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أذهب عنا بالصلاة كل هم وحزن، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جعلت له الصلاة راحة وسكن، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وجمعنا وإياهم في جنّات عدن.

أما بعد: فاعلموا ـ عباد الله ـ أن أعظم عطاء من الله هو الجنة، تلك الدار التي ناح لأجلها النائحون، وبكى لأجلها الباكون، وقنت لأجلها القانتون، وبذل نفوسهم لأجلها المجاهدون، أحظى الناس بها وبرزقها هم المصلون، يدل على ذلك النصّ:

قال تعالى: }{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصلاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا} [مريم:59]، وعيد وذم شديد لمن يضيع الصلاة ثم قال: {إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم:60] أي: إلا الذين انتهوا عن إضاعة الصلاة، فما ثوابهم فيها؟ ما جزاء من أقام الصلاة حق إقامتها؟ قال تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم:62].

انظر ذلك الربط العجيب بين الصلاة والرزق، قال العلماء: ليس في الجنة صباح ولا مساء، إنما البكرة والعشي هنا كناية على أن أهل الجنة لا ينفد رزقهم طوال اليوم ويساق لهم كل حين.

فأبشر أيها المصلي، فصلاتك تجلب الرزق لك في الدنيا والآخرة.

وتأملوا كيف كان رسول الله يعلم أصحابه أهمية الصلاة وأنها أكبر سبب للرزق في هذا النص:

وهو ما رواه أبو يعلي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله بعثًا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة، فقال: يا رسول الله، ما رأينا بعثًا قط أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث! فقال: "ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة؟ رجل توضأ فأحسن الوضوء، ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة، ثم عقب بصلاة الضّحوة، فقد أسرع الكرة، وأعظم الغنيمة".

عباد الله، نصوص من كتاب الله وسنة رسول الله تتلى عليكم، كلها تبين بيانًا واضحًا لا لبس فيه أن الصلاة من أعظم أسباب الرزق ، ولا تغتروا بكثرة الهالكين، ولا تستوحشوا من قلة السالكين، قال تعالى: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران:196، 197]، وافقهوا هذه النصوص، ولنحذر أن نكون مثل قوم شُعيب حيث كان ينهاهم عن الكسب الخبيث والإنقاص من الكيل والوزن: {قَالُواْ ياشُعَيْبُ أَصلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِى أَمْوَالِنَا مَا نَشَاؤُا} [هود:87]، فبين أن الصلاة هي التي تجلب الرزق الحسن وتنهى عن الكسب الخبيث: قَالَ {ياقَوْمِ أَرَءيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيّنَةٍ مّن رَّبّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا} [هود:88]، لكنهم مثل كثير من الناس اليوم لا يفقهون معنى الصلاة فقالوا: ياشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مّمَّا تَقُولُ [هود:91]، لأنهم ارتبطوا بالماديات أكثر مما ارتبطوا بالصلوات فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

عدد القراء : 541