الناس في النعم على قسمين:
192 في رحاب الفتوى 19 ربيع الآخر 1439 6 1 2018
الناس في النعم على قسمين:
قسم تعرّف لله في وقت رخائه فسخّر هذه النعم في مرضاته، فلا يخاف ظلما ولا هضما، فالله وليّه في رخائه وفي ضرائه.
وقسم لم يعرف لله فيها حقا في رخائه، وسخرها في مساخطه، فالشدة عظيمة والنهاية أليمة، وليس له من دون الله من أولياء.
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، والجزاء من جنس العمل. والرخاء هو سعة العيش وطيبه وهناؤه، ولا يكون العيش هنيئا طيبا إلا بتوفر أسبابه من صحة ومال وأمن وعافية.
روى الإمام أحمد في مسنده عن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ" إسناده صحيح.
إن الله عز وجل يريد لعباده الحياة الطيبة، يريد لهم الصحة والعافية، يريد لهم رغد العيش وسعته، ولكن سن سننا لا تتبدل ولا تتغير، ومنها أن حفظ هذه النعم لا يكون إلا بشكره وذكره فيها وتسخيرها في مرضاته، بل جعل لمن اتبع رضوانه فيها الجزاء العظيم، وما دام الجزاء من جنس العمل فمن تعرف إلى الله بهذه النعم في حال رخائه أولاه الله بحفظها عليه وزاده خيرا منها، وهو أن الله يطلع على هذا العبد حين تحل به ضائقة في وقت يكون فيه العبد أحوج ما يكون إلى الفرج.
عدد القراء : 1004