رسالة ربيع الأول 1432
رسالة ربيع الأول 1432
الأخوة والأخوات الأكارم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال الله تعالى: {لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}
[آل عمران: 164]
ففي حياة الإنسان محطات لتقوية الإيمان، وركائز لتدعيم المعرفة، وموازين لمعايير السلوك، ووقفات صادقة مع الذات لقراءة الحياة بما فيها، تعميقاً وترسيخاً للحق الذي يبني، وإماطة اللثام عن باطل يسيء للإنسان.
وهكذا كانت ولادة خير الخلق، وحبيب الحق سبحانه وتعالى، إنها إشراقة نور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيد الوجود، وإمام الأنبياء والمرسلين، حيث كان الرحمة المهداة للعالمين، يحدو بهم نحو طريق الفلاح، وسبيل النجاح، ويضع أفضل خطط التغيير النافع، والإصلاح الناجع، محفوفاً برعاية السماء، مستنيراً بخطى الأنبياء.
فكان صلى الله عليه وآله وسلم عظيماً في أفعاله وأقواله، وكان عظيماً في تصرفاته وأحواله، فترك للإنسانية سيرة عطرة، ونموذجاً للحياة الطاهرة، ورسالة عامة خالدة، صالحة مصلحة للإنسان في كل زمان ومكان، فاستوعبت دعوته الزمان بطوله، والمعمورة بعرضها، والدنيا بشمولها، والآخرة بسعتها، والحياة بتألقها.
إذا نظرْتَ إلى أعماله رأيت الحكمة تتجلى في أعظم صورها، وإذا قرأْتَ مقالَه شعرت بأريج الأنوار ينتشر شذاه في الأكوان؛ لذا كان الأسوة والمَثَل، لمَن أراد عزَّ الدنيا وفلاح الآخرة.
لقد جاء هذا النبي العربي بشريعة تحقق للإنسان المحافظة على النفس البشرية، والاعتراف بدين مرتبط بالسماء، ويرقى بالعقل ليكون سليماً معافىً يقدِّر الأمور بعيداً عن الملوثات الفكرية والمخدرات الجسدية، ويحدد العلاقة الأسرية في نقاء الأنساب، وطهر الاتصال، وليكون المال مصوناً عن العبث، بحيث يُعطى لكل صاحب حق حقه.
إنَّ تَمَثُّل أخلاق النبوة هو تحقيق لإنسانية الإنسان، في بشاشة الوجه السمحة، وفي ودٍّ أسري وتواصل يسع الناس، وحِلْم وأناة لا تضيق عنهم، وقلب كبير يحمل آمالهم للتحقيق، ويخفف عنهم همومهم، مع دقة ملاحظة وحذر من المخاطر، ليبقى الإنسان في حالة التراحم والتعاون مع إخوانه؛ كالجسد الواحد، في عملية البناء والإصلاح، سعياً لخير الأمة وسلامة الوطن، إذ "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا" [رواه الترمذي].
وكل عام وأنتم وأسرتكم الكريمة تنعمون بكل خير
وفي شهر ربيع الأول
نستذكر عظمة رسول الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته، لنقتدي به في حياتنا، ويمكن قراءة ذلك من خلال الرابط:
http://www.alzatari.net/research/1134.html
وهو رسول الله المحب والمحبوب، وعلمنا الحب السامي، وجعل الحب عبر الخالق هو الدائم، يمكن قراءة ذلك من خلال الرابط:
http://www.alzatari.net/lesson/700.html
http://www.alzatari.net/research/1100.html
عدد القراء : 1034