الحياة الزوجية مملكة إيمانية
الحياة الزوجية مملكة إيمانية
أحبتي في الله: الحياة الزوجية مملكة إيمانية:
فملكها وربانها، والمسيِّر لدفة شؤونها هو الزوج، لما جعل الله عز وجل له من القوامة، كما في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34]،
والزوجة هي الأخرى ملكة متوجة في هذه المملكة، فهي شريكة الحياة، ورفيقة الدرب، وقرة العين، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]،
والرعية في هذه المملكة الكريمة الإيمانية هم ثمرة الفؤاد، ولب الكبد، وزهرة الحياة الدنيا، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف:46].
أيها الأحبة! هذه المملكة الإيمانية لو ظلل سماءَها منهجُ رب البرية، وسيد البشرية، وروي نباتها بماء المودة والرحمة الندية، آتت تلك المملكة ثمارها كل صبح وعشية، وأنبتت أرض هذه المملكة كل زهرات الحب والوفاء والأخلاق الندية العلية، ولو ظهر في يوم من الأيام في أرض هذه المملكة الإيمانية نبتة شيطانية فإنها سرعان ما تذبل أو تموت؛ لأن مثل هذه النباتات لا يمكن ألبتة أن تحيا وأن يدوم نباتها في هذه البيئة الزكية.
إن سر الضنك الذي تحياه الآن كثير من الأسر، هو البعد عن منهج الله جل وعلا، والإعراض عن الغاية التي من أجلها أقيمت الأسرة؛ لأننا وبكل أسف نبحث عن الغاية التي من أجلها خلق كل شيء لنا في الكون، ولا نفكر بل ننسى أو نتجاهل أن نبحث عن الغاية التي خلقنا نحن من أجلها، والتي قال الله في حقها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56 - 58].
والله ما شعرت بيوتنا بالضنك إلا لإعراضها عن منهج الله جل جلاله، قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:123 - 124].
عدد القراء : 659