التلازم بين العبادات والأخلاق والفصل بينهما
التلازم بين العبادات والأخلاق والفصل بينهما
أكدت الأدلة من القرآن والسنة أن العبادات إذا أُدِّيَت على الوجه الصحيح، والفهم الصحيح لها، فإنها تكون طريقا للوصول إلى الأخلاق المرضية التي يتعامل بها مع الناس من جهة، وأن هذه العبادات يتوقف قبولها عند الله على حسن الخلق من جهة أخرى.
فالدّين والأخلاق شريكان متلازمان في قرن واحد لا ينفصلان، وأي انفصال بينهما يشكل خللا كبيرا في الأخلاق أو في العبادات.
وهذا الانفصال يجعل العبادات صورة فقط عند بعضنا، وتكون حركات خالية من الروح، فهؤلاء يشوهون صورة الدّين عند الآخرين، وينفرون الناس منهم، بل يصدون الناس عن الدين...
روى ابن ماجه وأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ".
هؤلاء ليس لعبادتهم قبول عند الله، ولا ثواب لهم عليها. بل سقط التكليف عنهم فقط.
الفصل بين العبادات والأخلاق من علامات النفاق العملي: بعض المسلمين يصلون ويصومون، بينما تصرفاتهم تخالف الشرع من كذب وغش..
روى الشيخان واللفظ لمسلم عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مِنْ عَلَامَاتِ الْمُنَافِقِ ثَلَاثَةٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ).
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تغرنّكم صلاة امرئ، ولا صيامه، ولكن إذا حدث صدق، وإذا اؤتمن أدى.
حديث يدل على ثواب التلازم بين العبادات والأخلاق، وعلى عقوبة الفصل بينهما:
روى أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَجُلٌ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ).
عدد القراء : 998