{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة 285].
{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة 285].
- يقول الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].
- يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].
- (وَقَالُوا سَمِعْنَا). أي: سَمعْنَا سَمْع قابِلينَ. و(أطَعْنَا): قِبِلْنَا ما سَمِعْنَا، لأن مَن سمع فلم يعْمل قيل له أصم كما قال جلَّ وعزَّ: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ). ليس لأنهم لَا يسْمعون ولكنهم صاروا في ترك القبول بمنزلة من لا يسمع قال الشاعر: أصَمُّ عمَّا سَاءَهُ سَمِيعُ، يضْرب مثلا للشخص يتغافل عَمَّا يكره.
- أَيْ: سَمِعْنَا قَوْلَكَ، وَأَطَعْنَا أَمْرَكَ، وَلَا يُرَادُ مُجَرَّدُ السَّمَاعِ، بَلِ الْقَبُولُ وَالْإِجَابَةُ. وَقَدَّمَ: (سَمِعْنَا)، عَلَى: (وَأَطَعْنَا)؛ لِأَنَّ التَّكْلِيفَ طَرِيقُهُ السَّمْعُ، وَأما الطَّاعَةُ فهي بَعْدَهُ، وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ قَائِلًا هَذَا طوال دَهْرِهَ.
- يعني: سمعنا قولك وأطعنا أمرك، والمعنى قال المؤمنون: سمعنا قول ربنا فيما أمرنا به، وأطعناه فيما ألزمنا من فرائضه، واستَعْبَدَنا به من طاعته، وسَلَّمْنَا له فيما أَمَرَنَا به ونَهَانَا عنه.
- أي: وقالوا بَلَّغَنَا الرسولُ، فسمعنا القولَ سماعَ تَدَبُّرٍ وفهمٍ، وأطعنا ما فيه من الأوامر والنواهي؛ طاعة إذعان وانقياد، وهذا مما يبعث النفس إلى العمل به؛ إلا إذا عَرَضَ لها مانعٌ يمنعها منه.
- عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} يقولون: سمعنا للقرآن الَّذِي جَاءَ مِنَ اللهِ، {وَأَطَعْنَا}: أقروا عَلَى أنفسهم بطاعته، أن يطيعوه فيما أمرهم بِهِ ونهاهم عنه.
- أي: وقالوا سمعنا قولك وفهمناه، وامتثلنا أمرك يا إلهنا واستقمنا عليه، وصبرنا على تكاليفه بكل رضا واستسلام.
- أي: سمعنا قولك، وفهمنا ما جاءنا من الحق، وتيقنّا بصحته، وأطعنا بامتثال أوامرك، واجتنبنا نواهيك.
- مدح يقتضي الحض على هذه المقالة وأن يكون المؤمن يمتثلها غابر الدهر، والطاعة قبول الأوامر.
- أي: سمعنا قوله وأطعنا أمره. ويحتمل وجهاً ثانياً: أن يراد بالسماع القبول، وبالطاعة العمل.
- وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا سَمِعْنَا لِلْقُرْآنِ الَّذِي جَاءَ مِنَ اللَّهِ. وَأَطَعْنَا أَقَرُّوا بِأَنْ يُطِيعُوهُ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.
- أَيْ: بُلِّغْنَا فَسَمِعْنَا الْقَوْلَ سَمَاعَ وَعْيٍ وَفَهْمٍ، وَأَطَعْنَا مَا أُمِرْنَا بِهِ فِيهِ، إِطَاعَةَ إِذْعَانٍ وَانْقِيَادٍ.
- فالسمعُ هو الإيمانُ بكلامِ اللهِ، وتصديقهُ، والطاعةُ هي الإذعانُ لأمرِ اللهِ، والقيامُ به.
- أي: قبلنا ما سمعنا، لأن من سمع ولم يقبل قيل له: أصم، لأنه لم ينتفع بسماعه.
- أي: أدركناه بأسماعنا وفهمناه وأطعنا ما فيه وقيل معنى سمعنا أجبنا دعوتك.
- أَيْ: سَمِعْنَا قَوْلَكَ يَا رَبَّنَا وَفَهِمْنَاهُ، وَقُمْنَا بِهِ وَامْتَثَلْنَا الْعَمَلَ بِمُقْتَضَاهُ.
- إشارة إلى استكمال القوة العملية الإنسانية بهذه الأعمال الفاضلة الكاملة.
- (سَمِعْنَا) القرآن، و(وَأَطَعْنَا)، أي: أطعنا ما فيه.
- أي أجبنا دعوتك وأطعنا أمرك.
- أي: سمعنا قوله، وأطعنا أمره.
- أي: سمعنا سماع قابلين.
- أي فهمنا وأتمرنا.
عدد القراء : 570
