النية في الوضوء
051 الدرس الحادي والخمسون 30 7 2019
ثانياً: الفرائض المختلف فيها في الوضوء:
أ - النية([1]):
النية لغة: القصد بالقلب، دون اشتراط التلفظ بها.
عرف الحنفية النية اصطلاحاً بأنها تَوَجُّه القلبِ لإيجاد الفعل؛ جزماً.
وشرعاً: هي أن ينوي المتطهرُ أداءَ الفرض، أو رفعَ حكمِ الحدثِ، أو استباحةَ ما تجب الطهارة له.
حكم النية في الوضوء:
ذهب الحنفية إلى أن النية سنة في الوضوء، ليقع قربةً إلى الله تعالى، واستدلوا على كونه ليس شرطاً ولا فرضاً بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]، فقد أمر بالغَسْل والمسح مطلقاً عن شرط النية، ولا يجوز تقييد المطلق إلا بدليل([2]).
وقال الشافعية والحنابلة: إن النية شرط في صحة الوضوء؛ فلا يصح إلا بالنية.
ويرى المالكية: أن النية فرض في الوضوء.
ودليل كون النية في الوضوء شرط صحة، أو فرضاً: قول الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، والإخلاص هو عمل القلب، وهو النية، والأمر به يقتضي الوجوب، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ"([3]).
وينوي المتوضئ رفع الحدث، أو استباحة مفتقر إلى طُهْر، أو أداء فرض الوضوء([4]).
([1]) الفقه الإسلامي وأدلته، أستاذنا الدكتور وهبة الزحيلي، 1/329.
([2]) رَدُّ المحتار على الدُّر المختار (حاشية ابن عابدين) 1/72 - 73، وبدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني 1/19 - 20.
([3]) أخرجه البخاري (1)، ومسلم (3/1515 ط الحلبي) من حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
([4]) المجموع 1/311 - 314، ومغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، الشربيني الخطيب 1/47، ونيل المآرب 1/60 - 61، وبداية المجتهد 1/6، ومواهب الجليل شرح مختصر خليل 1/230، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير، الدردير 1/93، وجواهر الإكليل شرح مختصر خليل 1/15، وكشاف القناع عن متن الإقناع، البهوتي 1/85.
عدد القراء : 673