shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

خطبة عيد الفطر 1425 جامع أنس بن مالك - دمشق

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.

الله أكبر عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته؛ كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.

الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً، الله أكبر وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً.

الله أكبر ما سطع فجر الإسلام وأسفر، الله أكبر ما أقبل شهر رمضان وأدبر، الله أكبر ما فرح الصائم بتمام صيامه واستبشر.

وأشهد أن لا إله إلا الله؛ بقدرته صَوَّرَ البشر، وسخر الشمس والقمر، وسجد له النجم والشجر، وأحاط علماً بما خفى وما ظهر.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله؛ أدى أمانة الإسلام، وبَلَّغ رسالة الإيمان، ونصح الأمة بالإحسان.

الله أكبر بأمره صمنا، وبإذنه أفطرنا، ومن فضله زكينا وتصدقنا، وله وحده سـجدنا وصلينا، وعليه توكلنا.

 

لقد تسابق الجميع في الخيرات في رمضان.

عمرت المساجد بالمصلين، الذاكرين التالين لكتاب رب العالمين.

عمرت الليالي بدعوات المؤمنين وصلوات القائمين.

كما عمرت القلوب بالرأفة والرحمة، فبُسِطَت الأيدي بالعطاء؛ للفقراء والمساكين واليتامى والأرامل والمعوزين.

لو كبرت قلوب المسلمين كما تكبر ألسنتهم بالعيد لرأوا من الله النصر العجيب.

ولو اجتمع المسلمون دائما كما يجتمعون لصلاة العيد لكانوا قوة يهابها المتربصون بأمتنا.

ولو تصافحت نفوس المسلمين كما تتصافح أيديهم لقضوا على عوامل الفرقة.

ولو تبسمت أرواح المسلمين كما تتبسم شفاههم لكانوا مع أهل السماء.

ولو لبس المسلمون أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب في أيام العيد لكانوا أجمل أمة على ظهر هذه الأرض.

 

وإني لأتخيل رمضان قائلاً لنا وقد ودعنا؛ أرمقه من بعيد، يقول بلسان حاله:

يا من صمتم وقمتم أوصيكم:

أما الصيام فلا تتركوه، ولو أن يصوم الواحد منا في الشهر يوماً.

وأما القيام فلا تَدَعُوه؛ لو سألت نفسك: أَمَا وجدت حلاوة في القيام؟! فاحرص عليه.

وأما القرآن فلا تهجروه، فاتخذ لنفسك كل يوم ورداً مستمراً محافظاً عليه، ولو صفحة على الأقل، القرآن اقرؤوه، علموه أولادكم، علموه بناتكم.

وأما الدعاء فلا تنسوه، ما أجمل أن يكون لكل واحد منا في كل يوم خلوة لدقائق على الأقل يدعو فيها ربه ليقول لربه ما يعتلج بداخله، يناجيه، يبتهل إليه، يقول: يا رب! فرج عن المسلمين، يا رب! فرج عنا، يا رب اجعلنا من عبيدك الذين يتبعون نبيك المصطفى e في القول والفعل والحال والخلق، يا رب نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

وأما التعاون فيما بينكم فاحرصوا عليه وزيدوا فيه وكونوا يا أخوتي متكاتفين متضامنين متباذلين، فالذي فكر في أخيه في رمضان عليه أن لا ينقطع تفكيره فيه بعد رمضان، والذي عبد ربه بالزكاة في رمضان فأخرج زكاة ماله فعليه أن يتابع الصدقات في رمضان.

وأما الجهاد فلا تقعدوا عنه؛ بما تستطيعون، قال رسول الله e: "من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا".

فلنعاون أولئك الذين يدافعون عن حقهم أولئك الذين يدافعون عن أرضهم، أولئك الذين يدافعون عن دينهم، أولئك الذين يريدون أن ينالوا حقهم غير مزيد ولا ناقص، أولئك الذين يطردون العدو الغاشم الظالم الآثم، أولئك الذين يرفعون عنا الإثم الذي يمكن أن يقع علينا جميعاً لو لم يقم هؤلاء رحمهم الله وجزاهم الله خيراً.

لنعش حالة الجهاد من خلال دعائنا إلى ربنا بأن ينصر المسلمين.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وزكاتنا، وأعنا على ما يرضيك عنا، ووفق ولاة أمورنا واحفظ بلادنا، ووحد أمتنا، واقهر عدونا وانصر ديننا، وارحم شهداءنا، واجعلنا وأزواجنا وذرياتنا وأهلينا من عتقائك من النار، واجعل هذا البد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، واجمع شمل المسلمين، وألف بين قلوبهم؛ إنك ربنا على كل شيء قدير، وأنت نعم المولى ونعم النصير.

 

عدد القراء : 1565