shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

الاستجابة لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

الاستجابة لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

18 ذي الحجة 1412 هـ                                                            19 حزيران 1992

أشهد أن لا إله إلا الله.. قرن طاعة الرسول بطاعته عز وجل،وأمر المؤمنين إن كانوا يريدون الرحمة بأن يطيعوا الله ورسوله، وجعل طاعة الله ورسوله من أوصاف المؤمنين والمؤمنات فقال: ]والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله[.

وأشهد أن سيدنا محمداً  ... فصل لنا أبواب الخير، ووضح لنا طريق البر، أرشدنا إلى الفضائل .

أما بعد:

اتقوا الله ربكم، واستجيبوا لما يحييكم، وأعلموا أن الله أرسل نبيه محمداً r من أجل أن يطيعه المؤمنون فقال ]وماأرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله[، وقد أمرنا الله عز وجل بضرورة هذه الطاعة ليكتمل إيماننا، إذ لا يكمل الإيمان، إلا بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله r والناس متفاوتون في تلبية هذه الطاعة، منهم المطيع ومنهم العاصي، وقد ضرب الملائكة الكرام مثلاً لحال الناس في استجابتهم لرسول الله r.

فقد أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله t قال: جاءت ملائكة إلى النبي r وهو نائم، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً فاضربوا له مثلاً، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً جعل فيها مأدبة، وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل النار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها –فسروها- له يفقهها، فقالوا: الدار الجنة والداعي محمد، فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله، ومن عصى محمد فقد عصى الله، لأن الوليمة في دار الله وهو الذي يدعو إليها على لسان محمد r. فانظر لنفسك هل أنت مجيب لهذه الدعوة أم مقصر.

ثم إن النبي r قال: {كل أمتي يدخلوه الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله، قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى}رواه البخاري عن أبي هريرة. فهذه القسمة ثنائية، مطيع وعاصي.

وهناك قسمة ثلاثية، فالناس إما ظالم لنفسه، وإما مقتصد، وإما سابق بالخيرات.

فالظالم لنفسه: هو العاصي، المفرط في فعل بعض الواجبات، المرتكب لبعض المحرمات، وهو الذي قد أبى أن يدخل الجنة، وهو بمثل الأرض القيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ.

وأما المقتصد فهو الذي يرضى لنفسه أن يؤدي الفرائض فقط، دون أن يزيد عليها من السنن والنوافل شيئاً، فهو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات.

أما السابق بالخيرات: فهو الفاعل للواجبات والمستحبات، والتارك للمحرمات والمكروهات، والمطلوب من المؤمن أن يكون من السباقين السابقين، المكثرين لفعل الخيرات، لأنننه يقرأ في القرآن الكريم: ]ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم[ أي لما يصلحكم، لكا فيه صلاحكم، لما فيه خيركم، لما فيه نفعكم، في الدنيا والآخرة.

إن الله ورسوله يدعوكم لما يحييكم، يدعوكم للتزود من أعمال البر والفضيلة، لا من أعمال التشويش والتقصير، والمطلوب منا أن نزداد تقرباً إلى الله بزيادة النوافل كلما سنحت الفرصة لذلك، لا أن تقصر، فأي استجابة لله، وأي استجابة لرسول الله، وأنت تقف تتفرج على المصلين دون أن تصلي، وهذا المشهد متكرر في هذا المسجد يقف الناس لأداء النافلة، وهو ينظر إليهم على استحياء أيصلي أم لا؟ هل ورد في هذه الصلاة شيء أم لا؟

لو لم يكن إلا قول الله في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه" لو لم يرد إلا هذا لكفى.

والفرصة أمامك، والناس يصلون، فَلِمَ التردد.

والبعض يذهب أبعد من هذا، لا يصلي، ولا يتساءل إن كانت هذه الصلاة واردة أم لا؟ بل تراه يظن نفسه ما زال خارج المسجد، ويأخذ راحته في الكلام والحديث ورفع الصوت والناس يصلون، فبالله عليكم، هل هذه استجابة لله وللرسول r؟

إن الاستجابة للرسول هي في أداء ما سنه وشرعه من السنن والنوافل.

من الصلوات: ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر وركعتان بعده وإن شئت أربعاً، وأربع ركعات قبل العصر، وركعتان بعد المغرب، وأربع قبل العشاء، وركعتان بعده.

إن الاستجابة للرسول r في أداء النوافل، صلاة الضحى والأوابين، وقيام الليل، والتهجد.

إن الاستجابة للرسول r في الصدقات أن تعلم "أن في المال حقاً سوى الزكاة" وقد أخرج الامام أحمد عن رسول الله r: {هلك المكثرون إلا من قال بيده هكذا وهكذا}.

إن الاستجابة للرسول r في الصيام: أن تصوم يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، وأن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري.

أتدرون ما هي فائدة السنن والنوافل؟ إنها تورث محبة الله أولاً بدليل الحديث القدسي: "ولايزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".

ولأنها تقوم مقام الفرائض الناقصة يوم القيامة، روى الترمذي والنسائي عن قبيصة بن حُرَيث، قال: قدمت المدينة، فقلت: اللهم يسر لي جليساً صالحاً يحدثني بحديث سمعه من رسول الله r لعل الله تعالى ينفعني به فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله تعالى أن يرزقني جليساً صالحاً فقال: سمعت رسول الله r يقول: {إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإغن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضته شيئاً، قال الرب تبارك وتعالى للملائكة: انظروا هل لعبدي من تطوع "نوافل فوق الفرائض" فيكمَّل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك}.

عدد القراء : 1317