A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: fopen(/home/alzatari/public_html/system/cache/ci_sessioncafd03426194f3f1a783f85df0a9ab30): failed to open stream: Disk quota exceeded

Filename: drivers/Session_files_driver.php

Line Number: 156

Backtrace:

File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Speeches.php
Line: 5
Function: __construct

File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once

A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: session_start(): Failed to read session data: user (path: /home/alzatari/public_html/system/cache)

Filename: Session/Session.php

Line Number: 140

Backtrace:

File: /home/alzatari/public_html/application/controllers/Speeches.php
Line: 5
Function: __construct

File: /home/alzatari/public_html/index.php
Line: 315
Function: require_once

موقع الدكتور الشيخ علاء الدين الزعتري | صنائع المعروف
shikh-img
رسالة الموقع
أول أيام شهر رمضان للعام 1442 هجري، هو يوم الثلاثاء الواقع فث 13/ 4/ 2021 ميلادي. تقبل الله منا و

صنائع المعروف

تعدد صور صناعة المعروف من السنة النبوية

فمن النصوص التي أشارت إلى تنوع هذه العبادة قوله صلى الله عليه وسلم فيما ورد عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْرِ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَحُجُّونَ، قَالَ: "وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ وَتَصُومُونَ وَتَحُجُّونَ"، قُلْتُ: يَتَصَدَّقُونَ وَلاَ نَتَصَدَّقُ، قَالَ: "وَأَنْتَ فِيكَ صَدَقَةٌ:

رَفْعُكَ الْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.

وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ.

وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صَدَقَةٌ.

وَبَيَانُكَ عَنِ الأَرْتَمِ (الذي لا يفصح الكلام ولا يصححه ولا يبينه) صَدَقَةٌ.

وَمُبَاضَعَتُكَ امْرَأَتَكَ صَدَقَةٌ".

قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأْتِي شَهْوَتَنَا وَنُؤْجَرُ، قَالَ: "أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلْتَهُ فِي حَرَامٍ أَكَانَ تَأْثَمُ"، قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: "فَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ وَلاَ تَحْتَسِبُونَ بِالْخَيْرِ" [أحمد 21972]

وعن أَبِي مُوسَى (الأشعري)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ".

قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟.

قَال: "فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ".

قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟.

قَالَ: "فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ".

قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟.

قَالَ: "فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ".

قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟.

قَالَ: "فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ" [البخاري، مسلم]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ.

يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ.

وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ.

وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ.

وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ.

وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ" [البخاري، مسلم].

عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ.

وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ.

وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِى أَرْضِ الضَّلاَلِ لَكَ صَدَقَةٌ.

وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِىءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ.

وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ.

وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ" [الترمذي].

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى فِى طَرِيقٍ إِذْ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ" [الترمذي].

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ.

وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ.

أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً.

أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا.

أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا.

وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا.

وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ.

 وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ـ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ـ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ". [المعجم الكبير للطبراني].

وعَنْ أَبُي جُرَىٍّ الْهُجَيْمِىُّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَعَلِّمْنَا شَيْئاً يَنْفَعُنَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ، قَالَ: "لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِى، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ" [أحمد 21175]

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لاَ يَمْنَعُ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ" [مسلم ح1609، البخاري ح2463]

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإِيمَانُ بضع وَسَبْعُونَ بَابًا، أَرْفَعُهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهُ إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ". [البخاري ومسلم].

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِى إِنَاءِ أَخِيكَ" [الترمذي 2098 ، قال: هذا حديث حسن صحيح]

الأنبياء وصناعة المعروف

الأنبياء هم أسرع الناس إلى طاعة الله، فهم الذين قضوا حياتهم في دعوة الناس وهدايتهم إلى خيرهم، إذ حياتهم كلها بذل وتضحية ومعروف.

فهذا إبراهيم الخليل، بلغ هذه المنزلة بصناعته للمعروف، فقد روى البيهقي في الشعب بسنده إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا جبريل لِم اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ قال لإطعامه الطعام يا محمد" [الدر المنثور 2/706]

 

وهذا موسى عليه السلام {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير} [القصص:23-24]

 

وقال الله على لسان عيسى {وجعلني مباركاً أينما كنت} [مريم:31] روى أبو نعيم وغيره بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في تفسيره للآية: "جعلني نفاعاً للناس أين اتجهت" {الدر المنثور5/509}

 

وكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد تعددت صور صناعته للمعروف صلى الله عليه وسلم حتى قال الشاعر عنه

تراه إذا ما جئته متهللاً            كأنما تعطيه الذي أنت سائله

لو لم يكن في كفه إلا روحه لجاد بها فليتق الله سائله

صناعة المعروف عند الصحابة

منه صنيع أبي بكر الصديق حين ولي الخلافة، فكان في كل يوم يأتي بيتاً في عوالي المدينة تسكنه عجوز عمياء، فينضج لها طعامها، ويكنس لها بيتها، وهي لا تعلم من هو، فكان يستبق وعمر بن الـخطاب إلى خدمتها. [أُسد الغابة 3/327]

ولما ولي عمر الخلافة خرج يتحسس أخبار المسلمين، فوجد أرملة وأيتاماً عندها يبكون، يتضاغون من الجوع، فلم يلبث أن غدا إلى بيت مال المسلمين، فحمل وقر طعام على ظهره وانطلق فأنضج لهم طعامهم، فما زال بهم حتى أكلوا وضحكوا. [الرياض النضرة1/385]

ومن صناعة المعروف ما ذكر عن علي زين العابدين، فقد كان أناس من أهل المدينة، لا يدرون من أين معايشهم، فلما مات فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل.

ولما غسلوه رحمه الله وجدوا بظهره أثراً مما كان ينقله بالليل إلى بيوت الأرامل. [سير أعلام النبلاء4/393]

وهذا عبد الله بن المبارك كان ينفق من ماله على الفقهاء، وكان من أراد الحج من أهل مرو إنما يحج من نفقة ابن المبارك، كما كان يؤدي عن المديون دينه ويشترط على الدائن أن لا يخبر مدينه باسمه. [سير أعلام النبلاء8/386]

ثمرات صناعة المعروف

1- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة". [ابن ماجه ح2417]

ولما عرض جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: "زملوني زملوني" فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب). [البخاري ح4، مسلم ح160]

2- دخول الجنة

وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف" [رواه الطبراني في الكبير ح8015]

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس". [مسلم ح1914]

3- مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه" وفي رواية عند مسلم "فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي" [مسلم ح1560، البخاري ح2077]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر" [البخاري ح2466، مسلم2244]

آداب صناعة المعروف

ولصناعة المعروف آداب، يتعلق بعضها بالصانع ، وبعضها بالمصنوع له.

ومن الآداب المتعلقة بمن صنع له المعروف:

1- شكر الله عز وجل أولاً، إذ هو المنعم الحقيقي، فهو أولى بالحمد من كل أحد، قال الله {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}[النحل:83] قال عون بن عبد الله: إنكارهم إياها: أن يقول الرجل: لولا فلان أصابني كذا وكذا، ولولا فلان لم أصب كذا وكذا.[الدر المنثور 5/155] وقد أسدي إلى بعض السلف معروف، فشكر الله ، ثم عاد إلى صاحبه في اليوم الثاني فشكره على معروفه، وقال: استحييت من الله أن أضيف شكرك إلى شكره.

2- شكر صاحب المعروف فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" [الترمذي ح1945، أبو داود ح4811، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح].

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه". [النسائي ح2567، أبو داود ح5109]

وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء". [الترمذي ح2035]

قال المكي بن إبراهيم كنا عند ابن جريج المكي فجاء سائل فسأله فقال ابن جريج لخازنه: أعطه ديناراً فقال: ما عندي إلا دينار، إن أعطيته جعت وعيالك، قال: فغضب وقال: أعطه.

قال المكي: فنحن عند ابن جريج إذ جاءه رجل بكتاب وصرة، وقد بعث إليه بعض إخوانه، وفي الكتاب إني قد بعثت خمسين ديناراً قال: فحل ابن جريج الصرة فعدها، فإذا هي أحد وخمسون ديناراً، قال: فقال ابن جريج لخازنه: قد أعطيت واحداً فرده الله عليك وزادك خمسين ديناراً [ذكره الترمذي عقب الحديث السابق]

3- أن يقبل المعروف الذي أسدي إليه، فعن خالد بن عدي الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله عز وجل إليه". [أحمد ح17477]

ومن الآداب المتعلقة بصانع المعروف:

1- إخلاصه وإسراره بالعمل وعدم انتظار العوض من الناس، قال تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً} [الإنسان:9]

وهذا عدي بن حاتم لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المعروف والخير الذي كان يصنعه أبوه في الجاهلية ابتغاء المدح والذكر الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن أباك أراد شيئاً فأدركه" [أحمد ح1888] أي الأجر من الناس بالثناء.

وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا". [أبو داود ح3541]

ومن الإخلاص الإسرار بالمعروف،قال تعالى {إن تبدو الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [البقرة:271] قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء" [الحاكم ح4]، وقال في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". [البخاري ح660، مسلم1031]

2- أن يبذله لمن يستحقه ويحتاج إليه من إنسان أو حيوان، أن يبذله للبر والفاجر بل والكافر.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا شيء إلا كان له أجر" [رواه الطبراني في الأوسط ، وقال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد 3/134]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق وعلى زانية وعلى غني، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله" [البخاري ح1421، مسلم ح1022]

3- أن يعلم أن معروفه نوع من المعاملة مع الله قبل أن يكون معاملة مع الخلق، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.

يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.

يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي". [مسلم ح2569]

4- أنه يقع عند الله بمكان مهما صغر شأنه عند الله، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس" [البخاري ح2472، مسلم ح1914]

عن عائشة أنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار". [مسلم ح2630]

5- أن يبادر إلى حاجة أخيه ولو لم يطلبها منه، جاء مديون إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجته، فأعانه ثم بكى، فقالت له زوجته: ما يبكيك؟ فقال: أبكي أن أحتاج أخي فلم أشعر بحاجته حتى سألني.

6- المسارعة بالخير والمسابقة إليه {فاستبقوا الخيرات} [البقرة:148] عن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً أو موقوفاً (التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة). [أبو داود ح4810]

7- أن يستصغر معروفه ولا يمن به {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} [البقرة:264].

قال علي رضي الله تعالى عنه إذا وضع الإحسان في الكريم أثمر خيرا وإذا وضع في اللئيم أثمر شرا كالغيث يقع في الأصداف فيثمر الدر ويقع في فم الأفاعي فيثمر السم فما راعنا إلا ويونس المغربي قد أنشد لنفسه

 ( صنائع المعروف إن أودعت ... عند كريم زكت النعما )

 ( وإن تكن عند لئيم غدت ... مكفورة موجبة إثما )

 ( كالغيث في الأصداف در وفي ... فم الأفاعي يثمر السما )

 قال أبو حيان فلما سمعت هذه الأبيات نظمت معناها في بيتين وهما

 ( إذا وضع الإحسان في الخب لم يفد ... سوى كفره والحر يجزي به شكرا )

 ( كغيث سقى أفعى فجاءت بسمها ... وصاحب أصدافا فأثمرت الدرا )

 قال أبو حيان وأنشدنا الأمير بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن سيف الدولة أبي المعالي بن رماح الهمداني لنفسه بالقاهرة

 ( فلا تعجب لحسن المدح مني ... صفاتك أظهرت حكم البوادي )

 ( وقد تبدي لك المرآة شخصا ... ويسمعك الصدى ما قد تنادي )

عدد القراء : 1827